الأحد، 16 مايو 2010

مشاكل القات والحلول




بسم الله الرحمن الرحيم

الإهداء

إلى الوالــــــد .............................................الـعــــــــــزيز
إلــــــى الأخ........................................... .العــــــــــــزيز
إلى الخـــــال ............................................. العــــــــــــزيز
إلى الجــــــار ............................................ الكــــــــــــريم
إلى الأســــــتاذ .......................................... الفاضـــــــــــل
إلى الصــــــديق ..........................................الغــــــــــــالي








بسم الله الرحمن الرحيم

تقريظ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد ,,, فإن كل مسلم يهمه أمر المسلمين تلتهب فيه جذوة الغيرة على إخوانه إذا لاحظ أن هناك ظاهرة أو ظواهر تعيق تنمية المجتمع المسلم وتلتهم موارده , و إن من الظواهر المؤلمة في مجتمع منطقة جازان ظاهرة تعاطي مضغ شجرة القات و هي بدون شك سمة من سمات التخلف و ممارسة لها سلبياتها دينيا واجتماعيا واقتصاديا , وما دام الأمر كذلك فهي جديرة بالدراسة من قبل الباحثين والخروج بنتائج علها أن تسهم في الحد من تناولها ولو نسبيا و إذا كانت الضغوط الاجتماعية تشكل عائقا في أيام مضت من إثارة هذا الموضوع فإن الظروف أصبحت الآن مواتية للبحث في القات لكونه مشكلة قائمة بأمس الحاجة إلى العلاج , و إن من وسائل العلاج القيام بالدراسات المتأنية البعيدة عن التشنجات العاطفية التي تفقدها المصداقية و أن تدعم الدراسة بإحصائيات موثقة تحتوي على مناطق الزراعة و أماكن المروجين و عدد المستهلكين و سقف الصرف , و المبالغ التي تهدر في اليوم والمبالغ التي تهدر في العام إضافة إلى المضار الأخرى .
المقدمة

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد و على آله وأصحابه والتابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد .
فإن الله تعالى قد أمر بالتذكير و أخبر بأن الذكرى تنفع المؤمنين فقال سبحانه ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) و انطلاقا من هذه الآية و غيرها فإنني أضع بضاعتي المزجاة بين يديك أيها الأخ الكريم وهي تتناول موضوعا حساسا و جديرا بالاهتمام و ما أتمناه منك أخي الفاضل هو أن تمعن النظر و تقرأ أسطر هذا البحث بجدية واهتمام و أن تتوقف عند معلوماته وتضع خطوطا تحت ما يشد انتباهك و ما يلفت نظرك و أن تعلق على الفقرات التي تستحق التعليق . و أكون شاكرا و مقدرا لك إن أرسلت إلى صورة من تعليقاتك و إضافاتك الشخصية أو ما تسمع من تعليق من غيرك ممن لا يحبذ الكتابة و إنما يكتفي بالكلام والتعليق بين الناس .
إن الصراحة والصدق والنزاهة و قول الحق من صفات المؤمن الأساسية عند حكمه على الأشياء أو تلقيه للأخبار أو إخباره بالمعلومات كما أن قبول الحق والرجوع عن الباطل وتصحيح الخطأ من سمات المؤمن الحق و لا يستنكف عن الحق إلا شيطان ومن ثم فإنني و إياك نتلمس الحق والعدل في مسألة القات بتجرد و إنصاف دون محاباة و لا عواطف لنخرج بحكم واضح جلي تطمئن إليه النفس ويرتاح إليه البال , و قد قال عليه الصلاة والسلام ( إستفت قلبك وإن أفتاك المفتون البر ما أطمأن إليه القلب والإثم ما تردد في النفس و كرهت أن يطلع عليه الناس ) و في حديث آخر ( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ) فإن قال قائل إن القات من المحرمات فإنه لا يليق بمؤمن أن يقع فيما حرم الله طائعا مختارا دون خوف و لا وجل من الله و إن قال إنه من المشتبهات فإن المؤمن الحق يتقي الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات . و إن قال قائل بأنه حلال و لا شيء فيه فقد تعدى وأساء وظلم لأنه يغالط نفسه و يكابر عن قبول الحق و هذا مسلك خطير. إن كثيرا من الذين ابتلوا بأكل القات يحذرون غيرهم منه ويخوفونهم من سوء عاقبة الإدمان عليه ويرون أنه بلاء و شر ابتلاهم الله به على حين غفلة وجهل منهم بعواقبه فتورطوا فيه و لم يستطيعوا منه فكاكا وذلك لضعف في إيمانهم وقصور في هممهم وطموحاتهم و لم نسمع عاقلا لبيبا يشجع أبناءه و جيرانه على أكل القات و لا يحصل هذا التشجيع إلا من سفيه أو جاهل و قد سئل أحدهم عن حكم أكل القات فقال هو حلال و لا شيء فيه فقيل له لماذا لم تشجع أبنائك على تناوله إذا ؟
فقال : لا سوف يضيعون فقلنا له سبحان الله هذا تناقض .
عموما لا أريد أن أدخل في الموضوع من الآن ولا أن أستنبط حكما من أول صفحة فهذه مجرد مقدمة وسأترك الحكم لك ولعقلك النير وتفكيرك الصائب .
أخي القارىء الكريم و أما عملي في البحث فهو متواضع جدا فقد جمعت لك من بطون الكتب ( على قلتها ) ما رأيت لك فيه الفائدة و أضفت إليه ما فتح الله به علي و ما زودني به بعض الذين تعاونوا معي في إخراج هذا البحث و لا أدعي الكمال و لا الخلو من النقص أو الخطأ , فما كان من صواب فهو من توفيق الله عز وجل و ما كان فيه من نقص أو خطأ فهو من نفسي والشيطان و الله و رسوله منه بريئان وكلي أمل في الأجر والثواب من الله العزيز الوهاب ثم الدعاء الخالص في ظهر الغيب ممن استفاد و أفاد من هذه الأسطر القليلة المتواضعة و أنا أنتظر الاقتراحات و الإضافات والتصويبات على عنواني .
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد و على آله و أصحابه أجمعين

و كتبه الفقير إلى الله
أبو عبد الملك إبراهيم كداف بن علي
مشرف تربوي بإدارة تعليم محافظة صبيا




تصنيف القات
Catha Edulis Forsk

من فصيلة : سيلاستراي Calastrus
و يسمى : سيلا سترس اديولس Celastrus Edulis
مناطق زراعته : شرق أفريقيا , الجنوب العربي , اليمن , الحبشة , كينيا , الصومال , تنزانيا , مدغشقر , و غيرها
الشكل الظاهري :
1- الجذور : تنمو تحت التربة إلى مسافات عميقة و ذلك حسب عمر الشجرة , حيث أن بعضها يعمر ما يقرب من مائتي سنة
2-الساق : خضراء اللون اسطوانية ملساء ذات نهاية مفلطحة نوعا ما وذات عقد منتفخة و هو يحمل الأغصان وكذلك بعض الأزهار .
3- الأوراق : تحمل على الأغصان بواسطة أعناق قصيرة و مستديرة يبلغ طولها ( 3- 7 سم ) والورقة من النوع البسيط ويبلغ طولها حوالي ( 5، 3 ، 8 سم ) و عرضها ما بين ( 1- 4سم) و النصل بيضي الشكل ناعم وحوافه منشارية مسننة لونها بني محمر داكن عند نهاية التسنن باستثناء جزء صغير قرب القاعدة خالي من التسنن , ويبرز العرق الوسطي على كلا السطحين , ويكون أكثر وضوحا على السطح السفلي و تخرج منه عدد من العروق الوسطى يبلغ حوالي ( 8-14 ) زوجا من العروق الجانبية بزاوية حادة تنحني إلى أعلى مقتربة من الحافة مكونة شبكة من العروق و الأوراق الطازجة تكون خضراء زاهية وعندما تجف تصبح خضراء داكنة ، وللأوراق رائحة خفيفة مميزة تتضح أكثر عند الضغط عليها بالسبابة والإبهام ضغطا شديدا أو عند تمزيقها .
4-الأزهار : تحمل على الساق و على الأغصان وتخرج من العقد و توجد الأعضاء الذكرية والأنثوية على نفس الزهرة , و عند بداية الإزهار تكون الزهرة مقفلة ثم تنفتح عن مكونات الزهرة من أمتاك و مياسم و غيرها , و الأزهار صغيرة صفراء داكنة لها رائحة مميزة .
5- البذور : تتكون عقب تلقيح الزهرة ذاتيا ثم تتساقط على الأرض و لكنها لا تستعمل في عملية التكاثر غالبا بسبب تأخر و بطء نموها .


زراعة القات
تتم بواسطة الفسائل مثل شجر الموز تماما , بحيث ترفع الفسيلة النامية بجانب شجرة القات الكبيرة ثم تزرع في مكان آخر معد لها , و قد يبلغ طول الفسيلة ( 25 – 50 سم ) كما تتم الزراعة بواسطة العقل , تنمو هذه الفسائل والعقل , و في خلال سنتين إلى أربع سنوات يبدأ المزارعون بقطف الشجرة للاستفادة منها .

العناية بالشجرة :
تزرع أشجار القات في السهل و الحبل عدا المناطق الساحلية شديدة الحرارة أو قمم الجبال شديدة البرودة , كما أن هذه الشجرة لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه كغيرها من الأشجار حيث أن بعضها يكفيه مياه الأمطار الموسمية , و تعتبر شجرة القات من الأشجار دائمة الخضرة على مدار فصول السنة , كما أن العناية والرعاية التي تتطلبها تلك الشجرة أقل من العناية التي تتطلبها أشجار الفاكهة والمزروعات الأخرى و هذا مما يشجع مزارعي القات على الإقبال عليه , و مما يشجعهم كذلك طول عمر الشجرة و استمرار إنتاجها على مدى ما يزيد على عشر سنين

قطف الشجرة :
من المزارعين من يقطف من ( 25 – 150 سم ) و منهم من يقطف ( 10 – 30 سم ) و مهما كان طول الغصن المقطوف فإنه لا يستفاد إلا من البراعم و الأوراق الصغيرة الغضة التي تكون في رؤوس الأغصان المقطوفة , و مما يعرفه مزارعو القات أنه لو قطفت الأوراق المطلوبة فقط فإن الشجرة تضعف و لا تعمر أكثر من خمس سنوات .
جمع القات وبيعه :
يجمع في قطعة قماش أو خيش سميك و مبلل بالماء كي تحفظ للقات نضارته , ثم يجزأ عند البيع إلى حزم صغيرة , و لكل نوع من أنواع القات سعر خاص .

أصل وتاريخ تعاطي القات :
يقال أن أول ما لوحظ استعمال القات في الحبشة في القرن الخامس عشر الميلادي ثم انتقلت ممارسته إلى غيرها من البلدان التي يزرع فيها أو تستورده , و تفيد الألفاظ المستخدمة في المراجع القديمة مثل ( شاي العرب ) أو ( الشاي الحبشي ) أنه كان يستخدم عن طريق غلي الأوراق المجففة و خاصة في الأماكن التي لا يمكن الحصول عليه فيها بسهولة . ثم بعد فترة انتهت طريقة استخدام القات مغليا و استبدل ذلك تماما بطريقة مضغه طريا .
مجالس التخزين :
تجهز غرفة خاصة بالفرش والأرائك والمتاكي و المدع ( الشيش ) و ترامس الماء والتلفزيون أو المسجل أو الفيديو , و تحضر بها أكواب الشاي و فناجين القهوة إلى غير ذلك من متطلبات الجلسة و تسمى تلك الغرفة بالمتكى أو المجمع أو غير ذلك من التسميات
1- تبدأ الجلسة ما بين الساعة الثالثة والسادسة مساء في الغالب .
2-يتم تعاطي القات طازجا , و في نفس يوم جنيه غالبا أو اليوم الذي يليه على الأكثر
3- يبدأ المخزنون بتعاطي القات حيث يأخذ أحدهم الغصن و يبدأ في قطف الأوراق الصغيرة الطرية بأطراف أنامله ثم يضعها في فيه و يقطف كذلك القمم النامية في الأغصان الطرية و قد يقضمها بأسنانه مباشرة
4- تجمع أوراق القات الممضوغة و تختزن كتلتها في أحد جانبي الفم ثم تبتلع العصارة المستخلصة منه بالتدريج
5- قد يتناول البعض منهم السجائر أو الشيشة أثناء التخزين و بعضهم يشرب الماء البارد أو البيبسي
6- يصحب الجلسة كذلك مشاهد فيلم فيديو أو سماع الأغاني عبر المسجل أو الراديو أو مشاهدة التلفاز و أحيانا الاستماع إلى نغمات العود عبر فنان حاضر تلك الجلسة و معظم تلك الأمور محذورات شرعية
7- بعد انتهاء فترة التخزين التي قد تمتد إلى ست أو تسع ساعات يخرج المخزون من الفم ثم يرمى و يبدأ بتناول القهوة ثم الشاي , و تسمى هذه العملية في بعض الأماكن ( التنكيب ) .
8- يتم التخزين غالبا في غرف مكتومة حيث تجد العرق يتصبب من المخزنين أثناء العملية , و الدخان يتصاعد من الشيش والسجائر و لا يخفى ما يسببه هذا الجو المشحون من أمراض للصدر و العيون بشكل خاص

مثالب المجالس :
لمجالس التخزين عدة مثالب و معايب تكفي العاقل اللبيب للحكم على تناول القات بالتحريم لأنه بالإضافة إلى حرمته في نفسه فهو وسيلة أيضا إلى عدة محرمات ترتكب في مجالس التخزين غالبا , و من معايب مجالس القات و مثالبه ما يلي :
1- دوام الخروج من البيت للجلسة المعتادة ليليا دون تخلف و لا كلل و لا ملل إلا في حالة السفر أو المرض الشديد و هذا الخروج قد يستمر إلى عشر ساعات يوميا , فإذا كان الموظف يقضي في عمله سبع ساعات , و في التخزين عشر ساعات , و في النوم ست ساعات , فكم بقي من اليوم و الليل لأهله و عياله ؟ لم يبق إلا ساعة واحدة !!
2-دوام الجلوس في البيت لاستقبال الجلساء ليليا مما يسبب حرجا شديدا لأسرته , إن بعض الناس قد أصبحت بيوتهم مأوى لتلك الجلسة اليومية و قد خصصوا من بيوتهم غرفا خاصة مستقلة لهذا الشأن تعرف لديهم بالمتكى أو مكان التقريحة , و قد تكون الجلسة في مكان يستأجر من قبل المجموعة لهذا الغرض فقط , وعندها فإن كل مخزن يأمر أهله بإعداد القهوة والشاي و إرسال أحد أبنائه بها في وقت محمدود إلى ذلك المجلس المعروف
3- التحدث فيما لا فائدة فيه من قصص خرافية و مسلسلات و تماثيل و أخبار الفن والكرة و غيرها
4- التحدث فيما حرم الله من الغيبة والنميمة و هتك أعراض الناس و أكل لحومهم
5- العكوف على اللهو والغناء مشاهدة وسماعا في أغلب وقت الجلسة
6- تأخير الصلوات عن أوقاتها أو تركها بالكلية
7- إفشاء الأسرار التي بين الأزواج أو بين المرء و أخيه
8- مقارفة المنكر وحضوره والرضا به
9- عمل المصائد والتخطيط للإضرار بالناس و إيذائهم حيث و جد أنها تنطلق من بعض تلك المجالس .
10 –انتشار بعض الأمراض و الأوبئة بين أولئك الجالسين

جدول مخزني القات
يمثل جدول مخزني القات جدولا مكررا على مدى سنين طويلة دون كلل و لا ملل . الطالب و المعلم والموظف والعاطل والمتزوج والأعزب و من جاوز الستين و من لم يتعد الثلاثين الكل في ذلك سواء إلا ما ندر
جلسات متواصلة من بعد صلاة العصر أو قبلها إلى ما قبل منتصف الليل أو ما بعده , لا يقطع تلك الجلسات إلا موتا أو سفرا أو مرضا بل إن من المبتلين به من يكون على فراش المرض و لا يزال مصرا على تناوله و ربما زرته في مرضه فوجدت القات في فمه والشيشة أمامه نسأل الله حسن الختام .




و إليك فيما يلي جدول معظم المخزنين :
1- بعد العودة من العمل ( إن كان موظفا ) يبدأ بالمرور على بائع القات فيشتري منه التخزينة .
2-يرجع إلى بيته فينام إلى وقت الغداء ( و قد يستمر النوم إلى قبيل المغرب )
3-بعد الغداء يأخذ قاته و يخرج إلى جلسته المعتادة عند أصدقائه أو يدخل إلى الغرفة المعدة لذلك من بيته
4- يبدأ في التخزين بعد تجهيز ما تتطلبه الجلسة
5-يستمر في المجلس إلى وقت متأخر من الليل ثم يبدأ في عملية إخراج القات من فمه و تناول القهوة والشاي
6-يكمل السهرة في لعب البلوت مع زملائه بعضا من الوقت إن كان من هواة ذلك .
7- يعود إلى المنزل فيستمر في الأرق والسهر فيشغل وقته بأي شيء لأنه يجد طاقة ونشوة و أرقا بسبب ماخالط عقله وشابه من جراء ما في القات من مواد فعاله .
8- يستسلم للنوم مع الفجر أو بعد ذلك بكثير
9- يوقظه أهله للدوام فيقوم منهك القوى مسلوب الإرادة ليس لديه قدرة على العمل و لا التفكير
10-يذهب للدوام و عليه علامات الإرهاق والتعب فإذا انتهى عاد وكرر نفس العمل و سار على نفس الجدول
11 – إن كان عاطلا عن العمل فإنه يستمر في النوم إلى الظهر أو إلى العصر
ب ) و أما عدد الساعات التي يقضيها المخزن في مجلس القات فتحسب كالتالي
- تبدأ جلسات التخزين ما بين الساعة الثالثة عصرا والسابعة مساءً ومعدلها هو الساعة الخامسة وتنتهي ما بين التاسعة إلى الثانية عشر ليلا ومعدل ذلك هو الساعة العاشرة والنصف و بذلك تكون مجموع ساعات التخزين في المتوسط خمس ساعات ونصف يوميا تقريبا وتكون :
1- خلال شهر 5.5 × 30 = 165 ساعة 6 أيام و 21 ساعة
2-خلال سنة 165 ×12 = 1980 = 82 يوما ونصف اليوم = شهران و إثنان وعشرون يوما ونصف اليوم
3-خلال عشر سنين 1980 × 10 = 19800 ساعة = 825 يوما = 27 شهرا ونصف الشهر = سنتان وثلاثة أشهر
4- خلال عشرين سنة 1980 × 20 = 39600 ساعة = 1650 يوم = أربع سنين و سبعة أشهر
و قد قال الله تعالى ( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر )
و قال عليه الصلاة والسلام (( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى سأل عن أربع : عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن علمه ماذا عمله به )) هذا وقد جلس رجل مع نفسه يوما جلسة محاسب فقال لو كنت أذنب ذنبا واحدا فقط في كل يوم فكم ذنبا سيكون قد سجل في صحيفة عملي إلى الآن حيث أن عمري قد جاوز الستين ثم حسب ذلك فوجدها تسعمائة وواحدا وعشرون ألف ذنبا فقال لو كان لي عشر معاص في اليوم تكون قد سجلت علي مائتان وتسعة عشر ألف ذنب ثم خر مغشيا عليه من هول المفاجأة .
فهلا جلست أخي في الله مع نفسك جلسة محاسبة لترى ماذا قدمت و ماذا أخرت و هل أنت على خير أم غير ذلك والعياذ بالله أخي زن أمورك بميزان الشرع والعقل والحكمة واحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تكن لقمة سائغة لعدوك الشيطان و لا لشهوات نفسك و لا للمجاملات واتباع الأصحاب و الآباء و الأجداد فإن الله سائلك لوحدك فأعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه سميع مجيب

جدول مخزني القات

مدة التخزين
معدل الســـــــــــــاعات في اليوم
يــــوم
ساعة
ساعتان
3 ساعات
4 ساعات
5 ساعات
30 :5 ساعة
شهر
20 ساعة
60 ساعة
90 ساعة
120 ساعة
150ساعة
165 ساعة
6 أيام و 21 ساعة
سنة
360 ساعة
720 ساعة
1080 ساعة
1440 ساعة
1800 ساعة
1980 ساعة شهران و 22 يوم ونصف اليوم
عشر سنين
3600 ساعة
7200 ساعة
10800 ساعة
14400 ساعة
18000 ساعة
19800 ساعة سنتان و ثلاثة أشهر
عشرين سنة
7200 ساعة
14400 ساعة
21600 ساعة
28800 ساعة
36000 ساعة
39600 ساعة أربع سنين و سبعة أشهر






ما بعد التخزين :
يشعر المتعاطي بالانتعاش والنشوة والخيالات الجامحة والابتهاج مما يستهويه للقيام بأعمال مهنية مثل هندسة سيارته أو مسجله أو تلفازه , حيث يجنح به الخيال إلى تفكيك الأجهزة ثم تركيبها و هذه خاصية بمشتقاته الأمفيتامينات المحرمة دوليا أو يأخذ قلما ثم يبدأ يخطط وسطر و يتاجر على الورق وربما بدأ يحاول كتابة قصيدة شعرية أو رسالة نثرية , وربما قضى بقية الليل في كلام مع زميل له و أخذتهما الخيالات و الأوهام إلى أذان الفجر , أو قضوا بقية الليل في لعب البلوت أو مشاهدة الفيديو أو أخذ أحدهم سيارته وخرج يجوب الشوارع لأنه يشعر بطاقة يريد أن يصرفها كيفما كان , و قد حدثني أحدهم أنه كان يهدم جزءا من جدار بيته ثم يبنيه ! و هذا يؤكد ما نشر في المجلات العلمية المتخصصة أن القات يعتبر من الأمفتامين الطبيعي .
مراحل تأثير القات على المتعاطي :
يحدث تأثير القات على متعاطيه على ثلاث مراحل هي :
المرحلة الأولى : مرحلة ملاطفة ونقاش جماعي بين المخزنين وتفكير سطحي وابتهاج وخيالات جامحة .
المرحلة الثانية : مرحلة الانهيار , حيث يبدأ الشعور باللامبالاة و الإنهاك والأفكار الخيالية وانقباض البطن .
المرحلة الثالثة : مرحلة الصراع ضد الأرق و التي تمتد حتى وقت متأخر من الليل , و قد يستخدم ضدها الحبوب المنومة والمهدئات و مع مرحلة متأخرة من الليل أو الساعات المبكرة لصباح اليوم التالي يستسلم المتعاطي للنوم ثم يقوم في وقت متأخر و في حالة بدنية سيئة من الصداع والإرهاق والإجهاد مما يؤثر على عمله ووظيفته إن كان موظفا
أنماط المتعاطين للقات :
1- نمط عرضي ( غير مدمن ) : وهؤلاء لايستعملون القات يوميا و لكن في المناسبات كالأعراس والحفلات والأعياد أو لزيادة التنبيه عند الامتحانات أو السفر الطويل , و مثل أولئك يمكنهم إيقاف تعاطيه دون أن يحدث لهم أي مضاعفات أو خطر .
2- نمط مدمن : و هؤلاء غالبا من غير المتعلمين و من أصحاب البطالة حيث يقترن استهلاك القات بالخمول والبطالة و حينئذ يكون تعاطي القات هو الوسيلة الوحيدة في قتل الأوقات .



والإدمان نوعان
أ- إدمان نفسي : حيث تحدث لدى متعاطي القات رغبة نفسية قوية للاستمرار في تعاطيه , و قد تصل هذه الرغبة إلى درجة القهر النفسي بحيث تفرض على المتعاطي البحث عن القات قبل البحث عن الطعام أو أي متطلب آخر للحياة
وهذا الإدمان ليس شرطا أن يصحبه إدمان جسدي حيث أن الشخص لو ترك القات ليلة أو ليلتين أو أسبوعا لا تظهر عليه آثار بدنية حادة كالصداع أو الخمول أو الأرق .
و سبب عدم تأثر بعض الناس بتركه كما يقول الأطباء هو أحد أمرين :
1- أن الكمية التي يتعاطاها يوميا قليلة بحيث لا تسبب نقصا في بعض مركبات المخ حيث أن مادة القات تحتوي على مركبات تقوم بتحرر بعض المواد الكيماوية العصبية من العصب مما يؤدي إلى تقليل تركيزها بالخلية العصبية , و إذا كانت هذه العملية بشكل أخف فإن الجسم يستطيع أن يعوض هذا النقص بسهولة .
2- تعود الخلايا العصبية على كمية معينة من القات يوميا ولفترة طويلة مما يجعلها لا تتأثر بسبب الإدمان حيث تجد الشخص المخزن عاديا تماما لا يحس بشيء و إن تركه لا يتأثر كذلك.
ب ) الإدمان الجسدي : و هذا الإدمان أشد خطورة من سابقه و ذلك لأن الامتناع عن تناول القات يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية خطيرة مثل : بداية أعراض الاكتئاب النفسي والفتور والخمول والميل إلى النوم وشلل التفكير والقلق والثوران لأتفه الأسباب

أعراض جانبية لتعاطي القات :
بعد النشاط العام الذي يشعر به المخزن تبدأ آثار التعب والإجهاد واضحة على ا لمتعاطي و من أهمها ما يلي : ( فقدان الشهية , زيادة في درجة الحرارة , اتساع حدقة العين , اضطرابات في نبضات القلب , ارتفاع في ضغط الدم , إمساك , التهابات في المعدة والفم , تهيج وتوتر وقلق , انفصام في الشخصية , غزارة في البول , الإنزال المنوي السريع و أحيانا نزول السائل المنوي بصفة مستمرة )

المواد الكيميائية المستخلصة من القات :
طريقة استخلاصها : بواسطة الفصل الكيميائي الضوئي أو بواسطة التقطير لمسحوق القات
أما المواد الكيميائية فأهمها ما يلي :
1- الدهون : بعد الفحص والدراسة اتضح أن الجزء الدهني من القات غني بالأحماض الدهنية و قد تم التعرف على بعض الاسترات في القات منها : الهكسونات ( مركبات سداسية ) , و الهبتونات ( مركبات سباعية ) , و الاكتونات ( مركبات ثمانية )

2-المواد شبه القلوية : يوجد بالقات عدد من لمواد شبه القلوية منها مستخلصات الكوروفورم والميثانول والكاثين والكاثينون .
3- الفلافونيدات : تم وجود خمسة فلافونيدات بالقات و يتكون القات من مادة أساسية ذات خاصية التنبيه للجهاز العصبي المركز و هي مادة الكاثينون .
و يوجد القاتين بنسبة ( 0.1 – 0.18 % ) في الأوراق , ويقل تأثيره بالتجفيف , بسبب تحوله إلى مادة السودإفدرين و هي عشر فعاليته ويسمى القات ( البايت ) بالعامية ويظهر تأثيره بسرعة على الجهاز الدوري على هيئة سرعة في النبض وارتفاع في ضغط الدم , ولذلك فإن إدمان مضغ القات يعني زيادة في عدد المصابين بالنزيف المخي واضطربات في ضربات القلب وعرضه للإصابة بالإنفصام في الشخصية حيث يصبح تفكير الشخص غير منطقي و مشتت الأفكار و قد يصبح عدواني و خاصة إذا كان أحد أقاربه قد أصيب بهذا النوع من المرض النفسي

تجارب و أبحاث :
التجربة الأولى : أجريت على مجموعة من الفئران حيث أعطيت مسحوق القات عن طريق الفم ( 500 مل / كجم ) و كذلك حقنت المادة الفعالة ( الكاثينون ) وريديا ثم لوحظ نشاطها وسلوكها منذ تناولها ولمدة تسعين دقيقة و هذا يشابه مفعول مادة الأمفتامين :
النتائج :
1- زيادة معدل وعمق التنفس
2- الارتعاش والارتجاف والإثارة في الفئران
3- تشنجات عضلية في بعض الحيوانات عند الجرعات الفعالة جدا
4- ارتفاع في درجة الحرارة
5-زيادة محسوسة في شدة وسرعة ضربات القلب
6-زيادة ضغط الدم الشرياني
7- تنبيه الجهاز العصبي المركزي مثل زيادة حركتها حيث يصبح من الصعب مسكها
8-قيام الفئران بحركات متكررة مثل الدوران حول نفسها .
التجربة الثانية : أجريت على مجموعة من الشباب الأصحاء في سن ( 21 – 24 سنة ) و أجريت عليهم التجارب في نفس الظروف حيث أكلوا نفس الوجبة الغذائية ثم تناولوا نفس النوع من القات وبدءوا في نفس الموعد ( 2 بعد الظهر ) و كانوا يجلسون على مراتب مريحة و أذرعهم مرتكزة على وسائد أو متكئين على الحوائط , و قد بلغت فترة التخزين خمس ساعات , و كانت تجرى عليهم التجارب بعد ( 20 دقيقة , ساعة ونصف , 3ساعات – 6ساعات ) حيث يقاس كل من : معدل النبض , معدل التنفس , ضغط الدم , تخطيط القلب ( E . C . G ) صوت ضربات القلب , درجة الحرارة .
النتائج : سجل ارتفاع في ضغط الدم عند جميع الأشخاص وكذلك سجلت زيادة ملحوظة في معدل النبض ودرجة الحرارة ومعدل التنفس

المناقشات والخلاصة :
تبين هذه التجربة أن هناك تأثيرات تنتج عن القات دائما , وليس هناك فارق بين مضغه بمفرده أو مع شرب القهوة والشاي أو الكولا أو السجائر والشيشة , وحدثت التأثيرات الكمية والكيفية نفسها سواء كان القات مستخلصا أو تم مضغ الأغصان الطرية والأوراق الرطبة , و تبين أن بعض العوامل الفسيولوجية للجهاز الدوري مثل معدل النبض وضغط الدم ترتفع بدرجة ملموسة , و قد تم تسجيل نفس التأثيرات مع الامفيتامينات , وزادت درجة حرارة الجسم , كما زاد معدل التنفس بدرجة ذات دلالة , وتعرض الجهاز العصبي للإثارة , ومن الناحية النفسية لوحظ حالة واضحة من الإثارة بين جميع الأشخاص
الآثار لاجتماعية للقات

أولا : المزارعون والبائعون :
وجد أن المزارع الذي يملك دونما واحدا ( 1000 م ) متوسط دخله السنوي ( 30 – 60 ) ألف دولار أي ( 70 – 210 ) ألف ريال سعودي , فإن كان يملك أكثر من ثلاثة دوانم فقد يصل دخله السنوي إلى (700 ألف ريال ) و أما تجار القات فيتراوح دخلهم الشهري ( 14 – 17 ) ألف ريال مما يشير إلى أن زراعة القات وبيعه يدران ربحا كبيرا , فإن كان ممنوعا فإن أسعاره حيئذ ترتفع أكثر , ويجني التجار من وراء ذلك أرباحا كبيرة في السوق السوداء . ومن أجل ذلك قامت بعض الدول التي ينتج فيها القات بفرض الضرائب عليه لأجل ما يعود على خزينة الدولة العامة من فوائد .
و من هذا السياق يمكن معرفة الملامح الاجتماعية لأولئك الذين يبيعون القات أو يزرعونه حيث أنهم من فئة موسرة ومستقرة ماديا واجتماعيا , تماما مثل الذين يبيعون المخدرات حيث أن أثمانها تكون مرتفعة بسبب أنها ممنوعة و كما يقال : ( كل ممنوع مرغوب )

ثانيا : مستعملوا القات :
و هم غالبا من الأميين , كما أنه يوجد فيهم نسبة من المتعلمين ويتناوله الشباب وكبار السن والنساء أحيانا , و قد يتناوله من هم دون البلوغ , و كثير من أولئك يعولون أسرا و أبناء ولذلك يظهر على هذه الفئة عدم الاستقرار , و منهم من يدفعون أجرا لمساكنهم أو يسكنون في مساكن شعبية بسيطة , و تجد أن نسبة كبيرة منهم ليست لهم دخولا ثابتة أو أن دخلهم الشهري قليل و مع ذلك فإنه يشترون القات ليليا حتى و لو كان على حساب مصروفات أبنائهم أو يتسلف من صاحب القات على راتبه الشهري القليل , حيث وجد أن غالب من يتعاطون القات يصرفون من ( 25 – 75 % ) من دخلهم على القات .

ثالثا : الآثار المترتبة على المجتمع :
1-هدر الأوقات : حيث أن أغلب من يتعاطون القات يضيعون مالا يقل عن ثلث أوقاتهم التي كان يمكنهم قضاؤها في العمل المثمر
2-هدر الأموال : حدثت أن أسرة واحدة ينفق أفرادها على القات شهريا خمسة وعشرين ألف ريال , و في دولة جيبوتي يصرف أربعة عشر مليونا وأربعمائة ألف فرنك شهريا على القات و لو أمكن استبدال القات بمواد غذائية لأمكن تغذية ثمانية آلاف مواطن طوال أيام الشهر .
3- تعطيل المصالح : يؤدي هدر الأموال والأوقات والصحة إلى تعطل المصالح العامة و إلى قلة الإنتاج و إلى البطالة والاعتماد على غيرهم في العمل مما يؤدي إلى التخلف .
4- تفكك الأسر : حيث أن أسر متعاطي القات يعيشون حياة أسرية مضطربة متوترة تنتشر فيها الخصومات حيث تشعر الزوجة بالسخط و عدم الرضا من حياة زوجها النكدة و جلسته الليلية المملة التي يعقبها الأوساخ والمخلفات من أوراق وأغصان القات و أعقاب السجائر وعلب البيبسي الفارغة والمليئة بالبصاق ونواتج التنكيب ( أي انتهاء التخزين ) و إخراج المخلفات و كذلك نواتج أحجار الشيشة وغيرها , حيث تبذل كل ليلة جهدا كبيرا في جمع ذلك كله والتخلص منه , هذا بالإضافة إلى الأرق والسهر الطويل لزوجها في الليل و إهماله لبيته و أبنائه مما يجعل أسرته شعارها الفوضى والاضطراب والتهرب من المسئولية .

آثاره على الأطفال :
يتأثر الطفل بأبيه و أخيه الذي يخزن , فيبدأ في التقليد سرا و ذلك بتناول الأوراق الرديئة التي يستغنى عنها المخزنون , ثم يبدأ الجلسات مع زملائه و أمثاله في السن و لا يعلم الأب إلا وقد أدمن ولده أكل القات , ووضعه أمام الأمر الواقع , و عندها لا يستطيع الأب أن يكثر عليه اللوم لأنه هو قدوته و أسوته في ذلك , ثم بعد ذلك تتوالى عواقب هذه العادة فيصاب الصغير بالأمراض نظرا لضعف مقاومته وعدم تحمل جسمه لما في القات من سموم فيتأثر نموه و ينحل جسمه وتضعف لياقته وتنهار قواه وتدنو همته فلا تسل عن مستواه الدراسي و لا عن أدائه الوظيفي و لا عن أخلاقه وسلوكه حتى مع أبيه و أمه كما تكمن خطورة تورط الشاب الصغير في التخزين في كونه يبحث دائما من منطلق طيش المراهقة عن أساليب جديدة و مثيرة لم يسبقه إليها أحد فيصل به تفكيره إلى وضع القات في الخمر حتى يعطيه نشوة أكبر , أو يتعاطى أقوى أنواع القات , أو يخترع من الأساليب الشيطانية ما يتحدى به أقرانه وزملاءه ويريد أن يأتي بما لم يأت به الأوائل . و قد سمعت قصة مؤثرة فيها دليل واضح على محاكاة الأطفال لآبائهم وإخوانهم في التخزين , يقول : (( بعد أن انتهت جلسة التخزين في بيتنا , وانصرف إخوتي ومن معهم من المجلس , دخلت إلى تلك الغرفة واتكأت على أريكة , ثم بدأت أجمع الأوراق الرديئة و أضعها في فمي , وتناولت حبل الشيشة الممدود أمامي , وقلت لأختي الصغيرة و أنا منفوش الصدر : احضري القهوة يا بنت , ثم رأيت علبة بيبسي أمامي فهززتها فإذا هي ثقيلة فما كان مني إلا أن صببتها في فمي وكانت المفاجأة أنها مليئة بالبصاق ومخلفات أحد المخزنين , وإذا بي أتقيأ بشدة حتى كادت روحي أن تزهق و أختي تكاد أن تسقط من كثرة الضحك ثم حرمت التقليد و كانت تلك الحادثة درسا لا أنساه ما حييت .

آثاره على الجمال والبشرة :
يؤثر إدمان القات على البشرة فيفقدها جمالها ونضارتها وشبابها وحيويتها و هذا بسبب السهر ( قلة النوم ) نتيجة تعاطي القات . ويؤثر على الصوت فيجعله أجشا مضطربا , ويبكر في ظهور التجاعيد في الوجه , ويبدل لون الأسنان واللسان بسبب التنينات الموجودة في القات , ويسبب تآكل ميناء الأسنان وتراكم البكتريا والميكروبات في الفم , وسقوط الأسنان مبكرا و يسبب اغورار الخدين حيث أن القات يقلل من امتصاص المواد الغذائية , والأدلة على ذلك كثيرة , والضحايا في ذلك أعدادهم وفيرة , فكم ممن قد تساقطت أسنانهم وارتخت أفكاكهم و أصبح كلامهم مضحكا وأكلهم ملفتا , و مع ذلك فما زال بعضهم مبتلي بالقات حيث يطحنه طحنا ثم يسفه سفا

آثاره على اقتصاد الفرد وميزانيتة العامة :
تعتبر مشكلة تناول القات من المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي تهز ميزانية الفرد هزا عنيفا قد يؤدي به إلى الفقر حيث أنها تستنزف شهريا جزءا كبيرا من ماله يتراوح ما بين ستمائة ريال ( 600 ) إذا كان ثمن قاته اليومي عشرون ريالا , و أربعة آلاف وخمسمائة ريال (4500 ) إذا كان ثمن قاته مائة وخمسين ريالا في اليوم الواحد و بذلك فإن الأول يهدر جزءا من ماله في شراء القات سنويا يقدر بسبعة آلاف ومائتي ريال و أما الثاني فإنه يهدر جزءا من ماله سنويا يقدر بأربعة وخمسين ألف ريال ( 54000 ) فكيف لو كان يتصدق يوميا بذلك المبلغ أو يجمعه شهريا أو سنويا ثم يستفيد منه ؟ أليس كان ذلك خير له في دينه ودنياه ؟ إن لسان حال كل مخزن يقول : بلى ويعترف بحجم الخطأ و عظم الخسارة التي قد وقع فيها , وذلك لأن كثيرا من أساراه يعانون من مشاكل اقتصادية كثيرة فمنهم من يؤخر زواجه كثيرا بسبب عدم استطاعته أن يجمع مبلغا مناسبا من المال لزواجه و منهم من لا يستطيع شراء أرض مستقلة ولا يستطيع بناء مسكن له فيقدم على الاقتراض من أجل الزواج ويسكن بالإيجار و تجد أن سيارته و أثاث بيته بالتقسيط بالإضافة إلى تورطه في ديون كثيرة ومع ذلك لم يعتبر ويصرف آلالاف المؤلفة سنويا على القات بالرغم من المشاكل المالية الكثيرة المحيطة به لأنه أصبح أسيرا لتلك العادة مدمنا لتلك المادة يشده إليها إبليس والدنيا ونفسه وهواه كما قال الشاعر :
إني بليت بأربع يرمينني بالقوس من نبل لها توتير
إبليس والدنيا ونفسي والهوى يا رب أنت على الخلاص قدير
فكيف ينسى من هذه حالة أبنائه و أقربائه ؟ أليسوا بحاجة إلى مثل هذه الأموال ؟ بل كيف ينسى مجتمعه وما فيه من فقراء و معوزين ومجتمعات المسلمين و ما تعانيه من مجاعات ونكبات ؟ أليس لهم حق عليه أن يواسيهم بماله و أن يتذكرهم بدعائه ؟
كيف سيجد ميزانه يوم القيامة عند الله تعالى إن كان ينفق أقل مبلغ ينفقه على القات في سبيل الله ؟
أخي الكريم : لعللك تعرف شابين متقاربين في السن متحدين في الوظيفة والمرتبة أحدهما استطاع أن يشق طريقه للأمام بسهولة ويسر , فاشترى أرضا و أقام عليها مسكنا فأحسنه و أجمله ثم تزوج وملك سيارة و له رصيد من المال , و أغنى أهله و أقاربه , ومد يده للمحتاجين داخل بلاده وخارجها , والآخر لم يستطع أن يبلغ مد هذا ولا نصيفه , و عند السؤال عن الأسباب الكامنة وراء ذلك تجد من أكبرها و أعظمها وأهمها أن الأول بعيد عن القات ومشاكله والآخر قد حطمه القات وقضى على ماله أولا ثم على آماله وتطلعاته وهممه , فالله المستعان و هو خير مسئول أن يأخذ بأيد من ابتلي بهذا البلاء إلى ما فيه صلاح دينه ودنياه و أن يجنبه شرور نفسه وزلات هواه .

آثاره على الاقتصاد

المبــــلغ اليـــــومي

جدول المصـــــــــــــــــــروف
شــهر
ســــنة
عشر سنين
عشرين سنة
10 ريال
300 ريال
3600 ريال
36000 ريال
72000 ريال
20 ريال
600 ريال
7200 ريال
72000 ريال
144000 ريال
50 ريال
1500 ريال
18000 ريال
180000 ريال
360000 ريال
100 ريال
3000 ريال
36000 ريال
360000 ريال
720000 ريال
150 ريال
4500 ريال
54000 ريال
540000 ريال
1080000 ريال
200 ريال
6000 ريال
72000 ريال
720000 ريال
1440000 ريال
500 ريال
15000 ريال
180000 ريال
1800000 ريال
3600000 ريال

* مثال : مدينة عدد سكانها خمسون ألف نسمة , يتعاطى القات 60 % منهم فإذا كان ما ينفقه كل فرد على القات 50 ريالا يوميا فكم ينفقون عليه في السنة ؟
* الحل : نسبة 60 % = 30000 شخص
* خلال يوم واحد = 1500000 ريال
* خلال شهر = 45000000 ريال
* خلال سنة = 540000000 ( خمسمائة و أربعون مليون ريالا ) !!!!!

التحذير منه قديم
إن التحذير من تناول القات قديم جدا ويرجع تاريخ ذلك التحذير حسب المصادر الإسلامية الموثوقة إلى القرن العاشر الهجري ومن العلماء الأثبات الذين حذروا منه ما يلي :
1- شيخ الإسلام : أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي المتوفي سنة 974 هـ في كتابه تحذير الثقات من استعمال الكفته والقات الذي ذكره في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر حيث ذكره في الكبيرة رقم ( 170 )
2-الفقيه أبو بكر بن إبراهيم المقري الحرازي العالم اليماني النحرير في كتابه تحريم القات
3- الفقيه العلامة : حمزة الناشري المتوفي سنة ( 926 هـ )
4- الشيخ العلامة : محمد بن سالم البيحاني الكدادي المولود سنة 1326 هـ وذلك في كتابه إصلاح المجتمع عند الحديث عن الخمر والمخدرات
5-العلامة الشيخ : حافظ بن أحمد الحكمي المتوفي سنة 1377 هـ في قصيدته نصيحة الإخوان عن تعاطي القات والتبغ والدخان .
6-سماحة الشيخ : محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية المتوفي سنة 1389 هـ وذلك في الفتوى رقم 200 الصادرة بتاريخ 1 /4 / 1376 هـ و قد استند سماحته إلى قواعد شرعية معتبرة ومنها :
أ- أنه قد ثبت ضرره والمثبت مقدم على النافي
ب- أنه وسيلة إلى عدة شرور والوسائل لها أحكام الغايات
7-الشيخ العلامة : أحمد بن يحيى النجمي المولود في النجامية عام 1346 هـ في رسالته حكم آكل القات
8-الشيخ زيد بن هادي المدخلي المولود في عام 1357 هـ في الركوبة في كتابه الموقف الحق
وغيرهم من العلماء
كما قرر مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية تطبيق عقوبة المخدرات على مهربي القات ومستعمليه وذلك بالقرار رقم (3017 ) بتاريخ 16/4/1391 هـ حيث قرر ما يلي :
1-تهريبه يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن ( 15 عاما ) ومصادره الكمية المهربة وإتلافها مع غرامة مالية قدرها (20 ألف ريال ) و إبعاد المهرب عن البلاد إن كان من غير أهلها
2-الاشتراك في التهريب يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن سبع سنوات مع الفصل من الوظيفة إن كان موظفا
3-حيازة القات والاتجار فيه يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن خمس سنوات وغرامة مالية قدرها عشرة آلاف ريال
4-تعاطي القات يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة سنتين مع التعزير هذا وقد أدرج القات ضمن قائمة المخدرات من قبل هيئة الصحة العالمية سنة 1973 هـ

أسباب تعاطيه :
إن الجهل وقلة المعرفة يشكلان الدافع الأساسي للشباب إلى تعاطي القات , و هذا الجهل مصدره المجتمع والأسرة وخاصة الأب الذي يكون قدوة سيئة لأبنائه حيث يرفض ترك عادته ويأنف من الكلام حولها حتى لابنه الشاب من اجل توعيته وكذلك الخطباء والوعاظ فإن أغلبهم يرفض التحدث في الموضوع بحجة عدم التصادم مع الناس وكراهيتهم له , وأما وسائل الإعلام فإن نشاطها في مكافحة هذه الآفة لا يصل إلى الدرجة المطلوبة حيث أنها لا تتعرض لهذا الموضوع إلا في بعض المناسبات وبصورة غير موسعة , و لما للدور الإعلامي من أثر في المجتمع فإننا على أمل أن تقوم وسائل الإعلام بدورها المعهود في خدمة هذا الموضوع المهم وبصورة أوسع .

وتتلخص أهم الأسباب التي تجعل الناس يقبلون على القات في الأمور التالية :
1- الفضول وحب الاستطلاع من قبل الشباب
2-أزمات المراهقة التي يمر بها الشاب فهو يريد جلب الإثارة وإثبات الرجولة ويرى أن التدخين والتخزين من مقومات الرجولة وعلاماتها
3- القرب إلى الناس والانسجام معهم والتعرف على الشخصيات التي تكون واسطة للإنسان عند الأزمات
4-القدوة السيئة للشباب من آباء وإخوة ومعلمين حيث أن الشاب يراهم قدوات له
5- المشاكل العائلية والتربوية حيث تؤثر على الأبناء وتجعلهم فريسة للقات وغيره
6-و جود القات بسهولة وسرعة الوصول إليه .
7-أصدقاء السوء الذين يزينون للمرء سوء عمله ويجرونه إلى الهاوية
8- الفشل والإخفاق في الحياة التي تؤدي إلى البطالة والغرق في بحور المخدرات
9-تقبل المجتمع لمتعاطيه وعدم الإنكار عليه و إظهار ازدرائه
10- وجود مناطق زراعته في بعض الأماكن و عدم استئصال شأفته
11 – قلة الذوق والإدراك لقبح هذه العادة وتعارضها مع الذوق السليم
12 – ضعف الوازع الديني في النفوس وتهاون الناس بكلام العلماء وفتاويهم في ذلك
13 – سطحية التفكير فيما يترتب على التخزين من مفاسد و أضرار
14 – طغيان المادة ووفرة المال في أيدي السفهاء والطائشين
15-الفراغ القاتل وعدم برمجة الوقت بما يفيد وينفع
16 –قلة طرق الناصحين والخطباء ورجال التربية وإحجام بعضهم عن التكلم في هذا الموضوع
17- زعم بعض الناس أن فيه علاجا لكذا وكذا من الأمراض والأسقام
18-قصور المرافق الشبابية عن استيعاب الشباب وجذبهم إليها لملء أوقات فراغهم بالنافع والمفيد


اعتقادات خاطئة :
1-يعتقد بعض الناس أن جلسة القات اليومية تعتبر خير وسيلة لجعل الأفراد في مجموعة متآلفة يرى بعضهم بعضا ليلا ويتفقد بعضهم أحوال بعض وهذا اعتقاد خاطئ حيث يمكنهم اللقاء في المسجد أو في الزيارات أو المناسبات أو الجلسات العلمية أو غيرها من الجلسات المباحة .
2-يعتقد بعض الناس أن من كمال إكرام الضيف أن تقدم له التخزينة بعد الغداء حيث إذا حل ضيف بأسرة فإنه يقدم له القات بعد أن يتناول الغداء و أورد لكم قصة حدثت لشاب ذهب لإحدى القرى النائية المبتلاة بذلك يقول : ( ذهبت أنا وبعض الزملاء إلى تلك القرية لزيارة أخ في الله فأكرمنا أهله وذبحوا لنا وبعد الغداء إذا بهم قد جهزوا الشيش والقات وجاءوا إلينا يطلبون منا تناوله ويعتذرون عن التقصير وعندما اعتذرنا عن ذلك حاولوا الحلف والإلحاح وقالوا هذا من حقوق الضيافة فحاولنا تهدئتهم وإقناعهم بأننا لا نتناوله بل هو خبيث وحرام فاستغربوا هذا القول والعمل منا وكان لهم درسا لا ينسوه )
3- يعتقد بعض الناس أن جلسات التخزين تعرفهم على فلان وفلان ليكونوا لهم أيدي وواسطة فيما بعد وقد سألت أحد المخزنين عن سبب عدم تركه للقات فقال ذلك الكلام
4- يعتقد بعض الشاذين بأن جلسات التخزين تسهل لهم الجلوس مع من يريدون من الشباب ليستمتعوا بالنظر إليهم وبالجلوس معهم أو الاحتكاك بهم , ولذلك فإن أولئك الشاذين يتبارون في اصطياد الشباب الصغار و إغرائهم بالمال وإعطائهم القات دون مقابل وتوفير كل ما يطلبون من أجل الجلوس معهم ومن ثم تضيع الأخلاق وتقتل الفضيلة ويتخرج من تلك المجالس شباب خنع لا خير فيه فيكون عالة على أهله و على مجتمعه والله المستعان و لا حول ولا قوة إلا بالله .
5-يعتقد بعض العامة أن الخضر جاء به من جبل قاف للملك ذي القرنين , ويروون في ذلك كثيرا من الخرافات .

صورة مخجلة
1-صورة ذلك الرجل المبتلي بمضغ القات وقد تأبط قاته يخفيه عن الناس تحت إبطه أو على فخذه داخل ملابسه وهو مبلبل الفكر , ضيق الصدر يخالس المارة النظرات , ينظر يمنة ويسرة هائما يحسب كل صيحة علية إلى أن يصل إلى بيته .
2-منظر ذلك الرجل وقد تورم شدقاه من كثرة ما أدخله فيه من القات , سواد وقتر في الوجه وجحوظ في العينين وعرق يسيل وقذر يفوح إذا تكلم معك ضحكت من كلامه و إذا نظرت إليه أشفقت عليه .
3-منظر مؤسف حقا لإنسان قد ابتلع عصارة قاته وولع سيجارته ثم بدأ يجوب الشارع هائما عديم المتجه , شارد اللب موزع الأفكار لا يدري كيف يصرف طاقاته فبدأ يضرب أخماسا في أسداس ويخلط السكينة بالفاس
4-موقف مؤسف لإنسان قد أخفى حزم القات في كل فتحة من فتحات سيارته ولم يبق فتحة بها إلا شغلها وراح يقطع بها الفيافي والقفار هربا من أيدي السلطات ولكن يد العدالة كانت وراءه وأراد الله فضحه فضبط وبدأ المخفي يظهر وحزم القات تخرج من شنطة السيارة ومن تحت المقاعد وفتحات الأبواب و غيرها من الأماكن و هو في ذهول تام وذلة وهوان لا يدري كيف سيكون مصيره فما الذي حمله على الوقوف في هذا الموقف يا ترى ؟
5-صورة آكل القات أو بائعه و قد داهمه رجال مكافحة المخدرات فبدأ في ذهول تام وارتباك شديد و هو يحاول الهرب فبدأ يقفز ويهرول هنا وهناك وربما امتطى جداره ثم جدار جاره غير عابئ بحرمة جار ولا مبال بما يصيبه من جراحات أو أذى

طرق الإقلاع عن القات ( برنامج عملي للمجتمع )
1- نشر التوعية المكثفة حول أضرار القات ومثالب مجالسه عبر وسائل الإعلام المختلفة من تلفاز وإذاعة وصحف ومجلات وحث خطباء الجمعة في الأماكن المبتلاة به على الحديث عنه بقوة و تأثير عبر كافة المنابر , و إقامة الندوات الدينية والطبية عن أضراره ومفاسد وتنظيم الندوات واللقاءات للحديث عنه .
2-إيجاد بدائل مناسبة يجد فيها الناس المتعة والراحة والاستجمام مثل الملاعب المجهزة والحدائق الواسعة والألعاب البريئة والملاهي المريحة وغيرها من المرافق التي يستطيع الناس اللجوء إليها لقضاء أوقات فراغهم مما فيه غنية لهم وصارفا عن مجالس القات .
3-تكثيف جانب المحاضرات والندوات والدروس الدينية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في مساجد القرى و أحياء المدن حتى يحضرها الناس فتعود عليهم بالمنافع والفائدة في الدنيا والآخرة
4-تنظيم زيارات عائلية ورحلات ترفيهية وبرمجة الوقت بكل نافع ومفيد .
5- احترام العلماء وتطبيق ما قالوا وقرروا في شأن القات وغيرة وقبول فتاواهم بجد فهم الذين يفتون عن الله ورسوله ولذلك فإن طاعتهم واجبة قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ) و أولوا الأمر هم العلماء .
6- أن يستشعر كل فرد أنه مسئول أمام الله عن وقته وماله قال عليه الصلاة والسلام (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه , وعن شبابه فيما أبلاه , و عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , وعن علمه ماذا عمل فيه )) فكيف يضيع ماله في شراء القات ووقته في أكله .
7- أن يتذكر كل فرد أنه إذا تناول القات فقد تناول شيئا حرمه الله ومن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى يعاقب الإنسان إذا اقترف حراما و أن المسلم مأمور أن يتجنب المحرمات صغيرها وكبيرها .
8- أخذ العظة والعبرة من الأسر التي وقع أصحابها في أسر هذه العادة فأصبحوا يعانون من المشاكل العائلية والاضطرابات النفسية والضياع والتشتت .
9- التوعية المستمرة من قبل الأب لأبنائه حول مشاكل القات وتحذيرهم من تعاطيه وسرد القصص الحقيقية عمن ابتلوا به حتى يأخذوا حذرهم ويحزموا أمرهم .

طرق الإقلاع عن القات ( برنامج عملي للفرد )
1- إخلاص النية لله و أن يكون القصد من الإقلاع عن تخزين القات هو التقرب إلى الله عز وجل بترك ما حرم .
2-صدق العزيمة فإن من تسلح بها تمكن من اجتياز المصاعب .
3- الاستعانة بالأطباء و أهل العلم الثقات في قطع هذه العادة السيئة والعمل بنصائحهم وإرشاداتهم .
4-أن يعلن بين مجالسيه و أقاربه أنه عزم على ترك التناول للقات و أنه من المستحيل أن يعود إليه مرة أخرى ذلك لكي لا يذكروه به أو يحاولوا إرجاعه إليه .
5-أن يترك تماما تلك الأماكن التي كان يتناول فيها القات .
6- أن يصبر و لا ينزعج من الضيق والآلام التي سيشعر بها في بداية تركه للقات وعليه أن يستعين عليها بالله عز وجل .
7-أن يستبدل مضغ القات بمضغ اللبان أو نحوه و أن يداوم على استعمال السواك .
8-أن يتذكر أنه ليس في القات حل للمشاكل ولا تخفيف للآلام كما يزعم بعض الناس بل إنه يزيد المشاكل والهموم و هو مرض في حد ذاته وليس فيه علاج لمرض .
9- أن يقضي جزءا من وقته في مجالسة الأخيار الذي ينتقون أطايب الكلام كما ينتقي أحدكم أطايب التمر ( كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه )
10 – أن يحاول مزاولة الرياضة المباحة خاصة في الأوقات التي يتناول الناس فيها القات وهي غالبا بعد صلاة العصر .
11 – أن يخرج للنزهة مع أسرته أو أصدقائه إلى الأماكن الجميلة والأودية الفسيحة وغيرها .
12- أن يحاول وضع ما كان ينفقه على القات من مال في صندوق للتوفير ثم ينظر إليه نهاية الشهر ثم ليتصدق منه ولينفق البقية على عياله .


العلاج الناجح

لقد استطاع الإسلام منذ شع فجره بأسلوبه الراقي وتعاليمه السامية أن يقنع العرب الذين كانو يحبون الخمرة حبا شديدا في الجاهلية أن يتركوها إلى غير رجعة كما استطاع أن يحول ذلك الشخص الذي قد أدمن شرب الخمر إلى شخص سوي عاقل ناجح في الحياة وحقق نجاحا لم تحققه أية وسيلة من الوسائل الأخرى اليوم ذلك أنه لا يكبح جماح الإنسان ويرده إلى جادة الصواب مثل الدين فهو حصن قوي يتحصن به المسلم ضد القبائح والمحرمات لقد حاولت الدول الغربية أن تحارب المخدرات بالقوة المادية وكان لأمريكا تجربة معلومة في محاربة الخمر حيث أصدر الكونجرس الأمريكي قانونا يمنع الخمروذلك في عام 1920م حيث يحرم ذلك القانون صناعة الخمر سرا وجهرا وبيعها وتصديرها واستيرادها ونقلها أو حيازتها و أن من يخالف ذلك يعاقب بالسجن أو الغرامة أو كليهما معا وبذلت الحكومات التي تعاقبت على لحكم جهودا جبارة في تطبيق القانون حيث شنت حملات مكثفة على الخمور و أصحابها ونظمت حملات إعلامية بملايين الدولارات وصادرت أملاك البارات ومصانع الخمور وعاقبت بالسجن والغرامة الكثير من المخالفين و لكن كل تلك الجهود باءت بالفشل حيث زاد شاربي الخمر سرا وظهرت فئات توصل الخمور إلى المنازل والمدارس والفنادق والمكاتب والمنتزهات , ولم يكن يثنيهم عن عملهم ذلك خوف القانون ولا بطش السلطات و لا شدة العقوبات والسبب في ذلك أولا أن قلوب الناس خاوية من الإيمان وثانيا أن كثيرا من الناس كانوا يتعاونون معهم ويخفون أمرهم عن السلطات بل إن بعض رجال الشرطة والأمن كانوا يتعاونون معهم ويتسترون عليهم وبذلك زادت الجرائم وتفاقمت الأوضاع فما كان من الكونجرس الإمريكي إلا أن أعاد النظر في قراره ثم أصدر قرارا جديدا في عام 1933 م يبيح بيع البيرة والسيدر فقط ثم لم تمض بضعة أيام حتى رفع الحظر بالكلية وعادت الأمور على ما كانت عليه ذلك لأن الحلول البشرية قاصرة وعاجزة عن وضع الحلول الناجحة لمشاكل البشرية و نعود إلى القول بأن العودة إلى روح الدين الإسلامي وتربية الناس عليه وتطبيق تعاليمه السامية كفيل بردع الناس وحل جميع مشاكلهم وقيادتهم إلى الحياة الراقية السعيدة و أنت ترى أخي المخزن أن كثيرا من إخوانك الذين هداهم الله وعادوا إلى جادة الصواب قد تركوا التخزين ومجوه وطلقوا مجالسه إلى غير رجعة فأصبحوا في هناءة وسعادة ولذة من الطاعة والعبادة و مجالس الخير والهدى فهلا كانوا لك قدوة ؟ و هلا لحقت بركبهم الميمون ؟ حاول وشجع نفسك واعزم وقرر مصير حياتك و كن شجاعا في اتخاذ القرار .
لعلك أخي بارك الله فيك بعد هذه القراءة المتأملة لهذا الكتاب المتواضع أن تتخذ قرارك الشجاع المصيري الحاسم وتكون نقطة التحول في حياتك من هذه اللحظة التي أنت فيها , والآن ارفع يديك إلى السماء , ارفع يديك إلى مقلب القلوب وعلام الغيوب وردد معي هذا الدعاء (( اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك قلها ثلاثا اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون , اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك انك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم اللهم حبب إلي الايمان وزينه في قلبي وكره إلي الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين اللهم كره إلي حب القات ومجالس القات اللهم اصرف عني القات واصرفني عنه واجعل لي من أمري رشدا يا رب العالمين )
و صلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين



الخاتمة

وختاما أسأل الله تعالى الكريم رب العرش العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم و ألا يجعل فيه لنفسي و لا للشيطان حظ و لا نصيب , و أسأل الله أن ينفع به كل من قرأه او كتبه أو سمعه أو أهداه و أن يجد أذنا صاغية وقلبا واعيا ونية صادقة وصفاء ذهن لدى من قرأه أو سمعه فينفتح له قلبه ويتبدل به حاله ويصلح به مآله و أنا أعلم إخواني في الله أن كل عمل بشري يعتريه النقص والضعف و أن الإنسان المؤمن مرآة لأخيه فلا تبخلوا علي بتوجيهاتكم و أرائكم و اقتراحاتكم والكريم من طبعه ستر العيوب وغفر الذنوب أرجو كل الرجاء ممن قرأ هذا الكتاب وهو يستطيع التعبير وإبداء المشاعر أن يقول الحق بما تبين له ويهدي إلي مالديه من مشاعر من الممكن أن تطور هذا العمل أو غيره و أعدكم أن أقدم ما لديكم بكل جرأة وشجاعة وبما يمكنني تقديمه بشتى الوسائل حتى نتوصل جميعا إلى حل مناسب لموضوع هذا الكتب الحساس , و أستودع الله دينكم و أماناتكم و خواتيم أعمالكم و أسأل الله لي ولكم التوفيق والثبات و أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه إنه سميع مجيب وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد و على آله صحبه وسلم .
المؤلف
وفرغ منه يوم الأحد العاشر من آخر الربيعين من عام تسعة عشر وأربعمائة و ألف من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام .
صبيا – مكتب الإشراف على حلقات القرآن الكريم

المراجع
1- القرآن الكريم
2- صحيح البخاري – الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري – دار إحياء التراث العربي . الطبعة الثانية سنة 1402 هـ
3-صحيح مسلم – الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري - دار الفكر
4-مسند الإمام أحمد – الإمام أحمد بن محمد بن حنبل – دار المعارف – الطبعة الثانية سنة 1391 هـ
5- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع / للقاضي محمد بن علي الشوكاني – دار المعرفة
6- الحوار المبين عن أضرار التدخين والتخزين / علي بن قاسم الفيفي – الطبعة الأولى 1403 هـ
7-مواد الإدمان الشائعة / حسين محمد قطب – وزارة الداخلية – المطابع الأهلية – 1403 هـ
8- القات / د . حمد المرزوقي و د . أحمد أبو خطوة – الطبعة الأولى 1407 هـ - مطبوعات تهامة
9- المخدرات جريمة العصر /سهيل الحاج . دار الشمال – 1988 م
10 – المخدرات الخطر الدائم / د . محمد علي البار – الطبعة الأولى 1408 هـ - دار القلم ودارة العلوم
11 – الوقاية الصحية على ضوء الكتاب والسنة – لولوه بنت صالح آل علي


أجب عن هذه الأسئلة بصراحة ثم ابعثها إلي على صندوق بريد رقم ( 140 ) الجمعية الخيرية بصبيا .

1- القات حرام ( ) ليس حرام ( ) لا أدري ( )
2-بدأت التخزين وعمري
أقل من 15 سنة ( ) أكثر من 15 سنة ( ) 30 – 40 سنة ( )
3- ثمن قاتي اليومي
أقل من 50 ريال ( ) 50 -100 ( ) أكثر من 100 ريال ( )
4-أولادي معي في :
المتكى ( ) مع غيري ( ) لا يخزنون ( )
5- أنا أخزن من أجل معالجة
السكر ( ) الجلوس مع أصدقائي ( ) تسلية وقضاء وقت ( ) غير ذلك هو ( )
6- الذي رغبني وحبب القات إلي هو
أبي ( ) أخي ( ) أصدقائي ( )
7-أثناء التخزين أتناول :
الشيشة ( ) الدخان ( ) البيرة ( ) البيبسي ( )
8-ساعات تخزيني اليومية تقدر بحوالي :
ساعة واحدة ( ) ساعتان ( ) أكثر من ذلك ( )
9-أفضل التخزين بعد :
الظهر ( ) العصر ( ) المغرب ( )
10 – أنا أخزن فقط في :
المناسبات ( ) إذا ألح علي أصدقائي ( ) لمذاكرة الدروس ( )
11 – طريقة شرائي للقات :
أدفع يوميا ( ) استدين إلى نهاية الشهر ( )
12 – أشياء محببة إلي عند التخزين :
مشاهدة الأفلام ( ) سماع الأغاني ( ) كتابة الشعر ( ) كتابة الرسائل ( ) أخرى ( )
13-بعد التخزين :
أستمر في لعب البلوت ( ) أسهر على الفيديو أو الدش ( ) أخرج من البيت ( ) أعمل بالميكانيكا ( ) أنام ( )
14 –إذا سافرت إلى مكان بعيد :
أشعر بالراحة بعيدا عن القات ( ) أتضايق جدا ( ) أحاول البحث عنه هناك ( )
15-في رمضان :
أمتنع تماماً عن تناول القات في الليل ( ) أخزن ليليا ( ) أقلل منه بشكل ملحوظ ( )
16- أصنف نفسي من ا لنمط :
المدمن إدمانا نفسيا ( ) إدمانا جسديا ( )
17-أشياء أخرى تريد إضافتها .